هزيمة الجهاديين في سوريا: المنافسة قبل المواجهة

إعداد: فيصل عيتاني

منذ أغسطس 2014، نجحت العمليات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام (الدولة الإسلامية) في إلحاق خسائر فادحة في صفوف الدولة الإسلامية أضعفت عوائدها من النفط. وبرغم ذلك؛ فإن الجهود نفسها ساهمت بالتعجيل في صعود جبهة النُصرة، التي تدين بالولاء لتنظيم القاعدة، وبقرب انهيار قوات التمرد القومية.

في “هزيمة الجهاديين في سوريا: المنافسة قبل المواجهة” يقدّم فيصل عيتاني، زميل مقيم بمركز رفيق الحريري للشرق الأوسط التابع للمجلس الأطلنطي، تحليل معمّق للعواقب غير المقصودة للعمليات الجوية لقوات التحالف، ويقترح عيتاني مراجعة الاستراتيجية الأمريكية. فهو يرى أن الولايات المتحدة الأمريكية يمكنها أن تساعد المتمردين القوميين، بشكل فعّال، في إلحاق الهزيمة بالدولة الإسلامية وجبهة النصرة؛ بمن خلال تمكينهم من التنافس مع هذه الجماعات واحتوائها قبل مواجهتها في نهاية المطاف. 
يوضح عيتاني أن الحملة التي تقودها الولايات المتحدة حتى الآن، بالإضافة إلى مبادرة “التدريب والتجهيز” التي من المقرر أن تبدأ الشهر المقبل، تقوضان وتضعفان قوات التمرد القومية. وينتقد فشل هذه الجهود في توفير الدعم الكافي لقوات المتمردين، مع توجيهها لاستهداف الدولة الإسلامية بدلا من استهداف النظام. وفي الوقت نفسه، تحظى جبهة النصرة والتنظيمات الجهادية الأخرى بموارد أكبر جعلتها فعّالة ومؤثرة في استهداف نظام الأسد. ومن ثم فإن قوات المتمردين القوميين والسكان المحليين ستصطف على نحو متزايد مع جبهة النصرة، بل إنها قد تتسامح حتى مع الدولة الإسلامية، من أجل توفير الحماية لأنفسهم ضد عنف وجرائم وفوضى النظام.
يقترح عيتاني استراتيجية أمريكية تشكّل استجابة عملية وقابلة للتنفيذ إزاء صعود الجماعات الجهادية في سوريا؛ وتسعى هذه الاستراتيجية المنقحة لتوفير الدعم لقوات التمرد للتنافس مع جبهة النصرة على الاستحواذ على الدعم الشعبي وللسيطرة على المتمردين واحتواء الدولة الإسلامية، بالإضافة إلى بناء القدرات اللازمة من أجل الهجوم النهائي ضد الجهاديين. سوف تبني هذه المقاربة على النتائج الإيجابية في جنوب سوريا عبر الزيادة الكبيرة في الدعم المالي والمادي المباشر وتدريب الجماعات القومية التي خضعت للتدقيق وأظهرت بالفعل نجاحا كبيرًا. وبالتزامن مع ذلك، يمكن للحملة في الشمال أن توفر دعما ماديًا كافيًا للقوات القومية، فيما يتم توسيع نطاق الضربات الجوية لقوات التحالف التي تستهدف الخطوط الأمامية للدولة الإسلامية، بما يسمح للمتمردين القوميين بالاستيلاء على مقاليد السلطة في المنطقة والدفاع عنها. بمجرد نجاح قوات التمرد القومية في التنافس مع جبهة النصرة واحتواء الدولة الإسلامية؛ سيكون بمقدورها في ذلك الحين مواجهة الجماعات الجهادية في سوريا انتهاءً بهزيمتها.

pdfللاطلاع على التقرير الكامل

Image: “Justice Brigade” run through an olive grove to avoid Syrian Army snipers as they travel between villages on foot in the northwestern Jabal al-Zawiya area. Credit: Freedom House/cc by 2.0